“خطة الجنرالات” لتهجير سكان غزة: مؤامرة جديدة للاستيلاء على شمال القطاع
كتبت: منال سعيد
على الرغم من مرور عام على الحرب، لم تحقق إسرائيل الانتصار الكامل الذي تحدث عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطاباته المتكررة. الحرب التي تدور رحاها تهدف إلى القضاء على المقاومة في قطاع غزة، ومع ذلك، فإن المقاومة لا تزال صامدة.
منذ أكتوبر الماضي، تبنت إسرائيل سياسة ممنهجة تشمل الإبادة الجماعية، والحصار، والتجويع، والتهجير القسري للسكان. إلا أن سكان شمال غزة تمكنوا من الصمود في وجه محاولات التهجير المتكررة، مما دفع أصواتًا إسرائيلية إلى الدعوة لتنفيذ خطة لإخلاء الشمال بالكامل من السكان.
خطة “الجنرالات” وآيلاند:
الجنرال المتقاعد غيورا آيلاند، رئيس سابق لقسم العمليات في الجيش الإسرائيلي ورئيس مجلس الأمن القومي بين عامي 2004 و2006، يُعد أحد المقربين من رئيس الوزراء نتنياهو. بدعم من 27 عضوًا في الكنيست وثلاثة وزراء، تقدم آيلاند بخطة تهدف إلى إفراغ شمال غزة خلال أسبوع وتحويله إلى منطقة عسكرية مقابل تقديم الغذاء للسكان.
تستهدف الخطة القضاء على نحو 5 آلاف مقاتل من حركة حماس في شمال غزة، ولا تتضمن عودة السكان إلى مناطقهم بعد التهجير. كما تتوسع الخطة لتشمل تهجير سكان المناطق الأخرى في القطاع لاحقًا.
التفاصيل الإنسانية:
بموجب الخطة، سيحصل الفلسطينيون الذين يغادرون على الغذاء والماء، مع وعد بتمرير المساعدات الإنسانية من قبل الاحتلال. ومع ذلك، فإنه في غضون أسبوع من إخلاء السكان، سيُحول شمال غزة إلى منطقة عسكرية خالية من أي مدادات أو سكان.
وفي إحدى مشاورات الكنيست بشأن الخطة، عارضت الوزيرة ميراف كوهين السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
آيلاند، في تصريح له عبر مقطع فيديو، قال: “الواقع اليوم في غزة هو أن السنوار ليس متوترًا حقًا”، وأضاف: “يجب إبلاغ نحو 300 ألف من سكان شمال قطاع غزة بأنهم مطالبون بمغادرة المنطقة فورًا”.
نفي الجيش وتنفيذ العملية العسكرية:
ورغم مرور أشهر على تقديم خطة آيلاند للحكومة، إلا أنها لم تُنفذ على أرض الواقع. لكن بشكل مفاجئ، شنت إسرائيل أمس غارات جوية هي الأعنف منذ بدء الحرب في أكتوبر، استمرت لساعات متواصلة وأسفرت عن إبادة عائلات بأكملها. مع صباح اليوم، ألقى الجيش مناشير تحذر السكان بأن شمال غزة أصبح منطقة قتال ويجب عليهم الإخلاء فورًا، معلنًا عن فتح ممرات إنسانية للانتقال إلى المناطق الآمنة في الجنوب.
في المقابل، نفت إذاعة الجيش الإسرائيلي تنفيذ خطة الجنرالات، وأكدت أن العملية العسكرية الحالية جاءت بناءً على إنذارات أمنية تفيد بتخطيط لهجمات إرهابية على إسرائيل، وليس لها علاقة بخطة تهجير السكان.
تفاقم الأوضاع الإنسانية:
الوضع الإنساني في شمال القطاع، الذي يعاني من الحصار والتجويع، يزداد سوءًا كل ساعة، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت هذه العملية العسكرية هي بداية تنفيذ “خطة الجنرالات” أم أنها مجرد حملة عسكرية جديدة تتعرض لها المنطقة.