منوعات

حديث القرآن عن الوقت 

جريدة مصر الساعة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله المحمود بجميع المحامد تعظيما وثناء المتصف بصفات الكمال عزة وكبرياء، الحمد لله الواحد بلا شريك القوي بلا نصير العزيز بلا ظهير الذي رفع منازل الشهداء في دار البقاء وحث عباده على البذل والفداء أحمده سبحانه حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه فهو الأول والآخر والظاهر والباطن ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأئمة الكرام النجباء وسلم تسليما كثيرا أما بعد إن من الأساليب العجيبة في حديث القرآن عن الوقت، حديثه عن الذين تندموا على ضياع وقتهم في غير مرضاة الله، اقرأ، وتدبر يا عبدالله كيف ذكر القرآن موقفين للإنسان يندم فيهما على ضياع وقته حيث لا ينفع الندم.

فالموقف الأول هو ساعة الإحتضار حيث يستدبر الإنسان الدنيا ويستقبل الآخرة ويتمنى لو منح مهلة من الزمن وأخر إلى أجل قريب ليصلح ما أفسده ويتدارك ما فات، وأما عن الموقف الثاني هو في الآخرة حيث توفى كل نفس ما عملت وتجزى بما كسبت ويدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، وهناك يتمنى أهل النار لو يعودون مرة أخرى إلى حياة التكليف ليبدؤوا من جديد عمل صالحا، وإن هناك معوقات في طريق حفظ الوقت، منها طول الأمل، وطول الأمل عجيب عند بعض الناس، فيقول أحد العلماء المعاصرين وقد أخبرني أحدهم فقال تعاقد أحد التجار مع شركة وهي شركة كافرة على بناء مصنع من المصانع، فقال لهم كم يمكن أن يستمر المصنع إذا أخذناه على أصل الأنواع والآلات؟ قالوا يمكن أن يعمل مائتي سنة.

ونضمن لك أن المصنع ما يزال يعمل هذه المدة، قال وبعد هذا أقفله، وكذلك من المعوقات في طريق حفظ الوقت هو، الجهل بقيمة الوقت، ومثلا بأن الموعود بوعد إذا ضرب له أجل يستكثر الأجل ويريد تعجيله، والموعد بوعيد إذا ضرب له أجل يستقل المدة ويريد تأخيرها، لكن المجرم إذا حُشر علم أن مصيره إلى النار فيستقل مدة اللبث ويختار تأخير الحشر والإبقاء في القبر، والمؤمن إذا حُشر علم أن مصيره إلى الجنة فيستكثر المدة ولا يريد التأخير فيختلف الفريقان ويقول أحدهما إن مدة لبثنا قليل وإليه الإشارة بقوله يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة ويقول الآخر لبثنا مديدا، وكذلك من المعوقات في طريق حفظ الوقت هو، ضعف الإرادة والعزيمة، وكما أن هناك داعمان لحفظ الوقت من القرآن وهما الرقابة الفردية والقرآن الكريم

فيدعو المسلم إلى تنمية الرقابة الذاتية ومحاسبة النفس، وذكر بعض الباحثين أن الإسلام لم يضع قواعد تفصيلية للرقابة الإدارية، ولم يحدد الأشكال الواجب إتباعها لتحقيق هذه الرقابة، وإنما ترك الأمر للتجربة والظروف الإجتماعية والإدارية للمجتمع المسلم” اللهم نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ومن العمل ما تحب وترضى، اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، اللهم تول أمرنا ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، اللهم اهد شباب المسلمين من بنات وبنين، اللهم رد ضالهم إليك ردا جميلا، اللهم جنبهم رفقاء السوء وأصحاب الفساد، اللهم جنبهم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، اللهم اجلعنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين يارب العالمين، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى