منوعات

ثور بن عبد مناف 

جريدة مصر الساعة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله على نعمة الإسلام وأحمد الله واشكره، فإليه المرجع وإليه المآب، واشهد أن لا إله إلا هو، ولقد جعل الله النهار والليل آية لأولي الألباب، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد اتقوا الله ربكم حق تقاته، واشكروه على ما أنعم عليكم من النعم، واعبدوا واحمدوا الله، واعرفوا قدر النعم التي أنعمها الله عليكم، واحمده على منه عليكم بمواسم الخيرات والتي تتكرر كل عام، وتوبوا لله توبة نصوحا، ولا تموتن إلا وأنتم مؤمنون ثم أما بعد إنه يرجع سبب تسمية غار ثور إلى أنه كان جبل ثور يعرف قديما باسم جبل أطحل، فلما سكن ثور بن عبد مناف فيه أصبح يطلق على الجبل إسم جبل ثور نسبة له، ومنه إشتق إسم الغار، ويأخذ الجبل الشكل المستدير، والغار هو عبارة عن صخرة مجوفة وله فتحتان إحداهما من جهة الشرق، والأخرى من جهة الغرب.

ويقع جبل ثور جنوب المسجد الحرام، ويقع فيه غار ثور الذي مكث فيه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم مع صاحبه أبي بكر الصديق رضي الله عنه في رحلته في الهجرة إلى المدينة المنورة ثلاث ليالي، ويزوره الناس على مدار العام بقصد السياحة لا أكثر، فلم يرد في الترغيب في زيارته حديث أو آية، ولكن لا بأس بزيارته بقصد السياحة والإستكشاف، وقد ورد ذكر الغار وذكر مكوث النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه فيه في القرآن الكريم، ويروي الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه ما حدث وهما في الغار حين وصل المشركون إلى باب الغار فطمس الله تعالي على أبصارهم وبصيرتهم فلم يروا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وأبا بكر، فيقول أبو بكر رضي الله عنه ” قلت للنبي صلى الله عليه وسلم وأنا في الغار.

لو أن أحدهم نظر تحت قدمية لأبصرنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما” رواه البخاري، وقد أخذ غار ثور إسمه من هذا الجبل، وعندما أذن الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة خرج هو وصاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وفي طريق الهجرة النبوية أرسلت قريش في أثرهم رجالا ليتبعوا أثرهما وأن يأتوا بهما، فكان من بين أولئك فارسا إسمه سراقة بن مالك، فكان أن كبت به فرسه كثيرا، ففهم هذا الرجل أن هذين الرجلين محفوظان بحفظ سماوي، فخاف في نفسه، وعندما إقترب من رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب منه الأمان، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه سيلبس سواري كسرى، وعاهدهما أنه لن يخبر أحدا بمكانهما، وكان كلما صادف أحدا في طريق عودته يقول.

له عودوا فليس ثمة أحد، وبعد ذلك أوى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه إلى غار ثور في جبل ثور، ومكثا فيه أياما، وكاد المشركون أن يمسكوا بهما، ولكن تأييد الله سبحانه وتعالى لهما حال بينهما وبين إمساك المشركين الذين كانوا يقفون على باب الغار بهما، فاللهم لا تحرمنا جنتك، وآتنا من فضلك ورحمتك، وجنبنا النار، فإنها دار البوار، واصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما، اللهم أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، وأدخلنا الجنة مع الأبرار، اللهم عافنا في ديننا ودنيانا وأهلينا وأموالنا، واستر عوراتنا، وآمن روعاتنا، واحفظنا من بين أيدينا، ومن خلفنا، وعن أيماننا، وعن شمائلنا، ومن فوقنا، ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا، اللهم إنا نسأل الأمن في البلاد، والنجاة يوم المعاد يا رب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى