أخبارسياسة

بعيداًعن السياسة..آيات مصطفى تكتب: يوليو والقومية العربية

بقلم/آيات مصطفى أبوالحسن
ثورة 23 يوليو، علي مدار قروناً كثيرة من الزمان عاثا وانتشر فيها الفساد و الاستبداد و الظلم و القتل و الاستعباد علي ايدي الاستعمار والمستعمر الأوروبي و الاجنبي و الغربي في الشرق الأوسط و المنطقة العربية كلها بكل أشكاله سواء الفرنسي و العثماني و الانجليزي و الصهيوني؛ ورغم محاولته طمث الهوية العربية و محوها من الخريطة وحرمانها من البقاء علي الوجود الا انه كان و مازال مستحيلا الي أبد الدهر .

مابين يوليو 1952 و يوليو 2025 تحتفل مصر بالذكرى ال 73 لثورة يوليو المجيدة التي قام بها مجموعة من الضباط الاحرار في صفوف الجيش المصري هذة الثورة و الثروة التي قامت ليس لتحرير (جمهوريةمصرالعربية) فقط، بل لتحرير أُمة وعودة وطن كامل ُسلبت و ُُسُرقت منه أرضه وعروبته وقوميتة و قوته غصبا و استعمارا و استيطانا واحتلال و احتيال.

تعتبر ثورة يوليو 1952 هي أيقونة القومية العربية في الشرق الأوسط، العالم و الكاتب الكبير د.جمال حمدان/ استاذ الجغرافيا و صاحب الكتاب الشهير “شخصية مصر.. عبقرية المكان” في كتابه[استراتيجية الاستعمار والتحرير] و في باب “ثورة التحرير” قال إذا كان القرن التاسع عشر هو قرن الاستعمار فإن القرن العشرين هو بحق قرن التحرير و(رياح التغيير).

و أشار الدكتور جمال حمدان أن ثورة التحرير هي ظاهرة صحية و “مُعدية”؛ وأكد د.حمدان، أن الاستعمار الذي ولد بطريقة غير طبيعية ولاشرعية يموت الان ميتة طبيعية وهذه -الميتة- أقرب الي السكتة القلبية والتي ينتقل فيه الاستعمار من الجغرافيا السياسية الي الجغرافيا التاريخية ليصبح من حفريات التاريخ السياسي.

لقد تحررت مصر نهائيا من حرب عصابات و مقاومات مسلحة في منطقة القنال ، سبقتها الكثير من الثورات و التحديات الشعبية؛ تُوجت بحرب كاملة وحاسمة و حقيقية عام ١٩٥٦ وهو “العدوان الثلاثي علي مصر” وتاميم قناة السويس من ايدي الاستعمار والمستعمر الأوروبي و الاجنبي وجعلها شركة مساهمة مصرية؛ فكان أبرز قراراتها و إنجازاتها التي مازلنا نحصد مكتسباتها الاقتصادية والاستثمارية فيها .

وقال ان ثورة التحرير في مصر كانت حافزا كبيرا لدول كثيرة في المنطقة العربية و الشرق الأوسط استحوذ الاستعمار عليها وكانت رياح التغيير و التحرير من الاستعمار الحاسم و القاطع اما عن طريق “الخروج الأبيض” و التفتيت السياسي والذي يعني (هروب) المستعمر الأجنبي وجاليته في غضون ساعات وشهور كما حدث في مصر و لذلك أُطلق علي ثورة يوليو 1952 【الثورة البيضاء】 التي لم تنزف ولم تسيل فيها دماء؛ علي عكس ماحدث في الجزائر التي كان الاستعمار فيها “استعمارا استيطاني” اي انه أقام ونقل حياته بكل مؤسسات دولته الي دولة ليس له حق في شبر واحد منها و فيها وهذا الذي أدي الي ان تكون الجزائر بلد المليون شهيد مقابل التحرير و فرض الهوية و القوميةالعربية .

وأوضح د. جمال، في الكتاب ان ثورة التحرير من الاستعمار في مصر كانت نقطة تحوّل عظمي ليس في العالم العربي فقط بل في أفريقيا كلها و حتي خارجها أيضا.

وأشار إن مصر بحكم موقعها ووزنها الاستراتيجي و السياسي في المنطقة كلها كانت سباقة إلى النضال التحريري و مركز الوعي ومنبع الوحي في الكفاح ضد الاستعمار، واضاف بالوصف قائلا؛ ثورة يوليو 1952 هي الثورة الأم، وأن مصر واحة العرب سياسيا و حجر الزاوية و القوة موقعا و دورا.

الكاتبة/آيات مصطفى أبو الحسن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى