بقلم:آيات مصطفى أبوالحسن
ان نجاح الدبلوماسية المصرية والقيادة المصرية القوية و الحكيمة في توثيق اتفاق وقف الحرب في غزة بحضور الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” وعدد من رؤساء دول العالم بجانب وسطاء مفاوضات السلام لوقف الحرب على غزة من أرض السلام “شرم الشيخ” وبلد السلام “مصر“، يُعد انتصارا سياسا لمصر ، وتأكيدا حاسما، وإصرارا لا يقبل الجدال عليه، في رفضها التهجير القسري للفلسطنيين وتصفية القضية الفلسطينية، وردع محاولة الكيان الصهيوني التجاوز، و االاستفزاز ، في هز استقرار مصر و المنطقة العربية، وها هي قمة شرم الشيخ للسلام توثق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة علي مرئ وبصر العالم كله علي أرض الكنانة و العروبة مصر.
ان الحرب التي ابادت كل شيء في غزة وقتلت مئات الآلاف من المواطنين وشردت مايقارب من مليون ونصف فلسطيني يجب أن تكون قادرة اليوم علي أن تضع لنفسها قواعد و أُسس صحيحة لتوحيد الصف الفلسطيني دون الانقسام الي فصائل و حركات مقاومة تريد فرض قوتها بالسلاح في الداخل الفلسطيني..
لقد علمتنا هذه الحرب أن مقاومة بلا وحدة صف وبدون قوة تعادل علي الاقل قوة الخصم الذي تواجهه،وبدون هيكلة دولة في القرار،والمسئولية، تعني الهزيمة الأبدية وضياع الحقوق..
ان “طوفان الأقصى” 7 أكتوبر 2023 وبعد هذه الحرب الدموية النازية علي مدار عامين متتاليين، و التي ظنت المقاومة انها ستكون صفقة “جلعاد شاليط”،أخرى و جديدة، هذا الجندي الإسرائيلي الذي اسرته حركة المقاومة (حماس) عام 2006 لأكثر من 5 سنوات و أفرجت عنه 2011 في صفقة تبادلية مع 1027 معتقل فلسطيني.
“طوفان الأقصى” 2023، كانت فخ و خديعة نصبتها المقاومة لنفسها و لشعب غزة دون حساب نتائج ذلك، فأغرقته ودمرته ، وشردته، و أخرجت لعدو المنطقة العربية كلها أنيابه سنت أسنانه..
المقاومة حق مشروع للدفاع عن الأرض في كل الدساتير القانونية و الدولية و أيضا للشعوب الحق في تقرير مصيرها و اختيار من يحكم فيها،،لكن اي مقاومة هذه؟؟ المقاومة ذات القرارات المدروسة الحكيمة والرصينة التي تبني لا تهدد وتخرب وتبيد..
ان الخلافات، الفلسطينيةالفلسطينية، داخل غزة، مازالت قائمة وفرض الحكم فيها بقوة السلاح يجب أن يعيد النظر فيه وأن يكون فيها من يوحد الكلمة والصف سواء..
البناء لن يعلو دون أساس قوي ومواقف تشاورية تساعده و تؤيده وتقيمه، اما الهدم أسهل مايكون عندما تقوده الأنانية وفرض المصالح الشخصية والعبث وسطحية القرارات..
سيبكي التاريخ هذه الحرب حرب الابادة الجماعية و كل هذا الدمار والخراب في غزة طويلا.
لقد ايقظت هذه الحرب مفهوم ومعني كلمة وطن، وأرض، و محتل و مستعمر، وأحيت تاريخ بطولات معارك وحروب التحرر من الاستعمار في التاريخ العربي القديم و الحديث في عيون وبداخل أجيال كثيرة لم تعي مفهوم الحرب قرأتها فقط سطور في كتب التاريخ ، و شاهدتها شرائط فيلمية مسجلة، واليوم عاشتها أحداث و واقع أليم فظ، موجع ، لا يُحتمل في تحرير الأرض والقضية الفلسطينية و رعونة و همجية المحتل والعدو الصهيوني.
ان الحروب والصراعات آفة الإنسانية وعدوها لما تخلفه من ضحايا و خراب وقتل و إبادة و دمار، لكنها في الوقت نفسه ضرورة في قانون البقاء والحياة بعزة وشرف وكرامة لاصحاب الأرض و الحق .