بقلم:آيات مصطفى أبوالحسن
الأرض المحروقة، بين صراخات و بكاء الصغار والكبار و دموع التوسل و الذل و الضعف و الهوان من الكل الرجال قبل النساء، عجائز و عجزة شباب واطفال ، تقف أمة إسلامية وعربية كاملة و كبيرة علي وجه الكرة الأرضية كلها، ليست بقليلة الحيلة ولا ضعيفة القوة ولا مكتوفة الأيدي أو محبوسة الأنفاس ولا معدومة الحال و الحل ،تقف الأمة الإسلامية و العربية عاجزة عن الاتحاد والمواجهة في الصد و الرد و الردع و الدفاع عن ضعفاء و جوعي في غزة و فلسطين الذين لله مشتكاهم وسُؤلاهم.
تطاردنا كل دقيقة علي شاشات القنوات الإخبارية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مشاهد القتل القاسية و الإبادة الجماعية اليومية والتمثيل بشعب اعزل لا حول له ولا قوة تنفطر و تضجر قلوبنا بالآمهم و أوجاعهم حسرة وخذلان، اي جرائم حرب هذه يقوم بها المحتل، والعدو الصهيوني دون مانع أو رادع؟ اي عجرفة و ارهاب وجُرم هذا يقع في حق النفس و الروح الإنسانية؟ التي تُزهق كل يوم وساعة و دقيقة علي مدار عامين متتاليين في غزة التي صارت أرضا محروقة ولم تصلح حتي للحياة و العيش فيها والعالم يتفرج ويندد ويشجب ويرفض فقط عبر مؤسسات وهيئات ليس لها في العدل و الإنسانية قانون من الأساس وليس لها مواقف تُبجلها وتحترمها فهي ليست قوي إلهية ولا كتب سماوية مقدسة تحقق العدل و ترده لأصحابه، هي في الأول والأخير مؤسسات من صناعة بشر تخدم مصالحها و حلفائها فقط وتخدم العدو و تموله وتحميه وتُسخر كل مالديها من اسطول حربي و قواعد و مواقع عسكرية و استراتيجية لتنفيذ خطته وإصابة أهدافه.
اي همجية دموية تمارسها الصهيونية المارقة والنازية؟ بدم بارد يوميًّا ضد شعب بأكمله في غزة وفلسطين دون وقفة حسم عربية وإسلامية تقطع علي العدو اي فرص للتشاور أو التفاوض والمرواغة و الاستباحة وحرمة القتل و المجازر الجماعية والإبادة البشرية اللاإنسانية اليومية في غزة و فلسطين..
مايحدث في غزة منذ عامين متتاليين هو حرفيا (الهولوكوست النازي الصهيوني) الاضطهاد والقتل الممنهج ،المجاعة، وتفشي الأمراض و النزوح و التهجير القسري عشرات المرات من الشمال الي الجنوب الي المجهول و الي الموت المحقق ،حرب إبادة بكل معنى الكلمة حرب تبث مباشر علي مدار عامين ، إعدام بالجملة لارواح ونفوس بشرية تزهق كل يوم بدم بارد وغطرسة صهيونية.
ان المحرقة التي أعدّتها ألمانيا النازية لإبادة الشعب اليهودي أعدها الصهاينة لإبادة شعب غزة وفلسطين بإطلاق النار ومقابر جماعية، وتجويع الفلسطنيين حتى الموت؛ شعب كل أسلحة الحرب الثقلية اُستخدمت ضده.
اي حروب هذه ينتظرها المجتمع العربي و العالم الإسلامي للاتحاد في اتخاذ القرار والتحرك بسرعة نحو ضرورة وجود القوة العربية والإسلامية المشتركة.
لقد فاض الكيل و امتلأ إناء الذل و المهانة و الخزي و العار عن آخره عما يحدث في غزة وفلسطين، ونحن أمة عربية وإسلامية قوية وكبيرة واذا كانت جيوش القوة العربية والإسلامية تهاونت في عظيم مكانتها ومقدسات ارضيها ، فلا لوم علي من أصابهم الهلع و الخوف و استقبلو علي أرضهم سيد قومهم وقوم عدوهم وحليف أعدائنا وبنك تمويلهم .
ها هي (القمة العربية الإسلامية الطارئة) ال55 دولة عربية وإسلامية في الدوحة التي رفضت العدوان الإسرائيلي علي “دولة قطر” تُرجئ وجود قوة عربية إسلامية مشتركة وتخرج كالعادة بتوصيات شجب و إدانة مباشرة وتضامن عربي وإسلامى لحق القضية الفلسطينية ، والرفض و التنديد بالعدوان الإسرائيلي على البلدان العربية ،وعدم المساس بالأمن القومي العربي، والإسلامي.
وها هو مجلس الأمن الدولى يفشل في تبني مشروع قرار يوقف الحرب علي غزة باستخدام حق “الفتيو الأمريكي” .
ماذا ننتظر من يهود وصهاينة سبو الله تعالى وقتلو الأنبياء والرسل ونقضو العهود ماذا ننتظر من قوم ميثاق تفاوضهم الغدر ،والخيانة، و الاعتداء ،والقتل و ارتكاب الجرائم .
ان حق تقرير مصير الشعوب في الأمن و الاستقرار وسلامة أراضيها لن يأتي الا بالقوة والقوة الرادعة و خاصة مع مثل هذا العدو الصهيوني المارق الذي تقال عنه ويجب أن ينفذ فيه قول “ما أُخذ بالقوه لايسترد الابالقوة و الحق بغير قوة ضائع”.