أخبارسياسة

بعيداً عن السياسة..آيات مصطفى تكتب: أكتوبر انتصار الإرادة والعبور العظيم

بقلم/آيات مصطفي أبوالحسن
ذكري انتصارات أكتوبر، لم يكن حدث تاريخا عابرا أو انتصارا علي عدوا خبيث ماكرا فقط أو تحرير أرض من قبضة العدوان الإسرائيلي والمحتل الصهيوني الجبان الذي ظن وتوهم ،ان الجيش المصري ،لن يقدر عليه ذكري انتصارات أكتوبر المجيدة تاريخ غير التاريخ في السياسة و الفكر الاستراتيجي و العسكري التكتيكي في العالم كله ، وإلى الآن و يومنا هذا نجني ونحصد ثمار انتصارات “أكتوبر المجيدة” في العزة والكرامة والشرف، نحن أجيال لم تعش هذه الحرب العظيمة إنما عاشها آبائنا و للأولادنا اليوم هم أجدادهم .

“جندي محارب في سلاح مشاة القوات المسلحة المصرية مصطفى أبو الحسن أبوزيد محمد” والدي ابويا العظيم اتشرف وافتخر،انه احد المحاربين القدماء المشاركين في حرب وانتصار أكتوبر 1973 رحمه الله وكل أبطال أكتوبرالعظيم هذه الملحمة البطولية التاريخية الخالدة الي ابد الدهر.

والدي رحمة الله عليه،كان يحكي لي و لأخواتي أن انتصار أكتوبر كان ثأرا من العدو الصهيوني لما حدث في هزيمة يونيو 1967 وكيف أن هذا كان شوكة كسرت هيبه الجيش المصري في عيون شعبه وقتها، فكان خطاب التنحي لجمال عبد الناصر ولادة جديدة، اعادت التفاف وتلاحم جديد لكفاح الشعب مع الجيش من أجل رفعة الوطن وتحرير الأرض وإسترداد حقنا بعزة و شرف و كرامة ،فكان إعداد الجيش بخطط مُحكمة لتمويه العدو عن موعد الحرب مفاجأه حتي لهم كجنود علي أرض القنال و القتال، يقول والدي طلبو مننا علي الجبهة أننا نلعب كورة والعدو من أعلى الساتر الترابي المنيع “خط بارليف” يرصدهم ويراقبهم بنظارات الريبة و المراقبة والحذر، يسترجع والدي الذكريات الوضع كان سري ومُبهم وشديد التمويه علي العدو لدرجة المستحيل.. العدو بلع الطُعم : حرب ايه اللي تقوم ودول بيلعبوا كورة.

وقبل الحرب بساعات والجيش علي أهبة الاستعداد في لحظة يقول والدي “جندي محارب سلاح مشاة مصطفى أبو الحسن أبوزيد محمد” كنا في شهر رمضان وصدرت الأوامر بإننا نفطر ممنوع الصيام وما ان جأت الأوامر بالعبور،حتي علت الأصوات بالبسملة والتكبير بالعزيمة والإصرار للحرب، ويقول والدي الكل كان يتسابق علي النصر والشهادة الكل يتعطش لرواء أرض مصر وسيناء بدمه ورفع علم مصر عاليا .

يحكي والدي براعة و ذكاء و عبقرية الجيش المصري في أهم عائقين للعبور لحرب أكتوبر 1973حتي هو نفسه وصفه،بالمسحيل لضخامة وصعوبة هذا الساتر الترابي “خط بارليف” الذي وصفه بالجبل الترابي المنيع و تعطيل “أنابيب النابالم” التي كانت الغرض منها إشعال المياه بالنيران وبالتالي عدم عبور القناة “قناة السويس” على “الخط الشرقي للقناة.

استحضرت في كلمات بسيطة رواية والدي عن ذكري انتصارات أكتوبر باعتباره واحد من المشاركين العظماء في هذا العبور العظيم والتاريخي.

نحن أجيال لم تعيش عظمة وفخر هذه الحقبة التاريخية الخالدة في تاريخ البطولات العسكرية المصرية، ان بيان القوات المسلحة المصرية الشهير رقم “7” (نجحت قواتنا المسلحة المصرية في عبور قناة السويس علي خط المواجهة الشرقية ودمرت خط بارليف المنيع في ست ساعات ) يؤجج بداخلنا مشاعر الفخر والشرف والعرفان لكل ،شهيد ،وبطل ونقطة دم، غالية سالت لتحرير سيناء، ومدن القناة، علي أرض مصر.

ما حدث في أكتوبر 1973 بعد أكثر من نصف قرن “50” عام من الانتصارات استرداد حق وأرض وكرامة شعب وجيش بعزة وشرف سُطرت في كل كتب التاريخ انها الحرب التي تركت علامات علي العدو الإسرائيلي ولقنته من الدروس و العِبر ما يجعله لا يجرؤ ان يكرر ذلك حتي ولو بفكرة.

الجيش المصري والقيادة المصرية القوية و إرادة الشعب المصري وتأييده و مساندته الدائمة لجيشه و سيادة وطنه قادرة و علي أُهبة الاستعداد والجاهزية والكفاءة القيالية العالية لتكرارها عشرات ومئات المرات.

إن الهزيمة الساحقة التي لحقت بالعدو بالأمس البعيد، قادته الي الحذر من الاقتراب حتي ولو من قبيل المناوشة لانه يعلم العواقب الوخيمة والغالي و النفيس،الذي سيدفعه مضاعفة عن الأمس البعيد.

وما أقرب اليوم بالبارحة لتعليم الدروس وتلقين العدو من جديد إذا لزم الأمر وإعادة العِظة والعِبر.

جندي محارب سلاح مشاة مصطفى أبو الحسن أبوزيد محمد

صورة والدي العظيم وابطال نصر أكتوبر المجيدة

الكاتبة الصحفية/آيات مصطفي أبوالحسن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى