كتبت/ سحر عبد الفتاح
تحت رعاية أ.د. محمد ضياء زين العابدين، رئيس جامعة عين شمس، وأ.د. غادة فاروق، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وأ.د. حسام طنطاوي، عميد كلية الآثار، انطلقت اليوم الأحد 16فبراير 2025 فعاليات المؤتمر الدولي الثاني عشر لمركز الدراسات البردية والنقوش بكلية الآثار بالتعاون مع معهد المخطوطات العربية التابع لمنظمة الألكسو بجامعة الدول العربية، والجمعية الجغرافية المصرية بالقاهرة، تحت عنوان: (المخطوطات والوثائق بين المحتوى والصيانة).
بحضور أ.د. حسام طنطاوي، عميد الكلية، و أ.د. علي عبدالنعيم، مدير معهد المخطوطات العربية، وأ.د. محمد زكي السديمي، رئيس الجمعية الجغرافية المصرية، ود. باسم محمد، القائم بأعمال وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، ود. إيمان نبيل، مدير مركز الدراسات البردية والنقوش، وعددًا من أعضاء هيئة التدريس والباحثين والطلاب.
فى كلمته رحب أ.د. حسام طنطاوي بالسادة الحضور ، مؤكدًا أن المؤتمر الثاني عشر لمركز الدراسات البردية والنقوش يجمع عقول علمية من تخصصات مختلفة لعرض ما جادت به من دراسات بحثية متعمقة للمخطوطات والوثائق بعد أن بات من المعلوم لدى الجميع دورها المهم في حياة الأمم والشعوب، لاسيما ما يتعلق برصد الإنجازات الحضارية المرتبطة بالنواحي العلمية والمعرفية، وتمكين الجيل الحالي والأجيال اللاحقة من تنمية ذواتهم وفق منظور حضاري يدرك دور أسلافه المشرف في الماضي إدراكًا يزيد من وعيه بأهمية مساهمته في صناعة مستقبل مشرق.
كما أكد سيادته على أن المؤتمر يتوافق مع توجهات جامعة عين شمس وكلية الآثار نحو التوسع في بناء الشراكات الدولية والمحلية وهو ما يعكسه مشاركة منظمة الألكسو ممثلة فى معهد المخطوطات التابع لجامعة الدول العربية، والجمعية الجغرافية المصرية؛ كشركاء فاعلين في هذا المؤتمر والحضور المتميز لدار الكتب والوثائق المصرية.
كما يتوافق مع ممارسة الجامعة للدور المنوط بها في الحفاظ على مقتنياتها التراثية واستدامتها من خلال مشروع طموح لترميم وصيانة ورقمنة مجموعة المكتبة المركزية من مخطوطات وكتب ومستندات وأوائل المطبوعات، والتى تم إسناده إلى كلية الآثار منذ عام 2021 م وما زال العمل به مستمرًا حتى الآن.
وأضاف د. طنطاوي أن المؤتمر يضم 5 جلسات بالإضافة إلى الجلسة الافتتاحية، موزعة على ثلاثة محاور رئيسة تتضمن 34 ورقة بحثية، يتحدث خلالها 37 متحدثًا من مصر والمغرب واليمن وألمانيا، ومن تخصصات متباينة منها: التاريخ والوثائق والمكتبات، نظم المعلومات الجغرافية، المخطوطات، الكتابات، التصوير، الترميم.
كما أوضح أ.د. على عبدالنعيم مدير معهد الخطوط العربية، أن التعاون بين مركز الدراسات البردية والنقوش بكلية الآثار يهدف لصيانة المخطوطات والوثائق، مشيرًا إلى أن المعهد به الكثير من المخطوطات النادرة التي لا توجد في أي مكان في العالم بما يمثل مرجع جيد للباحثين والعلماء والعاملين فى مجال المخطوطات، كما يقدم دورات تدريبية في مجال علوم المخطوطات، مؤكدًا أن المعهد على استعداد للتعاون مع كلية الآثار والجمعية الجغرافية بما يخدم المخطوطات العربية.
وفى كلمته أعرب أ.د. محمد زكي السديمي رئيس الجمعية الجغرافية المصرية، عن سعادته بالتعاون مع مركز الدراسات البردية والنقوش بكلية الآثار جامعة عين شمس، مضيفًا أن الجمعية تضم الكثير من المقتنيات وبها متحف محاكاة ومتحف أثري خاص بالعديد بالمعدات والآلات وخرائط للعالم القبطي والإسلامي، كما تذخر متاحف الجمعية بالعديد من الآثار ، داعيًا الباحثين لزيارة الجمعية للاستفادة البحثية والعلمية من تلك المقتنيات الأثرية والتاريخية.
وأوضح د. باسم محمد، القائم بأعمال وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، أن فعاليات المؤتمر في يومه الأول تقام في رحاب جامعة عين شمس، وفي قاعات الجمعية الجغرافية المصرية في اليوم الثاني، بمشاركة عدد من الباحثين المتميزين من مختلف الدول.
وأضاف أن الأبحاث المقدمة في المؤتمر تتناول محاور المخطوطات والوثائق والصيانة والرقمنة، مع تسليط الضوء على استخدام التكنولوجيا الحديثة في حفظ ودراسة المخطوطات.
وفي ختام كلمته أعرب سيادته عن تطلعه أن تثمر هذه الفعالية تجربة علمية متميزة بمشاركة كوكبة من الباحثين والعلماء المتميزين في هذا المجال.
وفى كلمتها تقدمت د. إيمان نبيل مدير مركز الدراسات البردية والنقوش، بخالص الشكر للسيد أ.د. حسام طنطاوي، عميد الكلية ؛لاختياره فكرة المؤتمر. كما توجهت بالشكر والتقدير لجميع القائمين على هذا العمل المتقن، لافتة إلى أن فكرة المؤتمر تؤكد على أهمية الوثائق والمخطوطات باعتبارها أحد أهم أنواع التراث المادي واللامادي كما تمثل نتاج العقل الإنساني والمصدر الأساسي الذي ترتكز عليه الدراسات والبحوث العلمية المختلفة. وأكدت على أن خير وسيلة للاستفادة من هذه الثروة العلمية الضخمة هو الاهتمام بها عن طريق دراستها وتحقيقها ونشرها فهي تمثل وديعة الأجيال الحاضرة إلى الأجيال اللاحقة والحفاظ عليها هو الحفاظ على التاريخ والهوية.
وأشارت إلى أن وسائل التكنولوجيا الحديثة ساهمت في توثيق ورقمنة وحفظ هذا الإرث الثقافي وحمايته من الاندثار وهذا ما يهدف إليه المؤتمر، موضحة أنه يقدم فى المؤتمر ما يزيد عن 37 ورقة بحثية في نواحي مختلفه من علوم المخطوط والوثائق تم انتقائها بعناية من خلال لجنة علمية متخصصة.
وفي نهاية الجلسة الافتتاحية قام أ.د. حسام طنطاوي، بتكريم أ.د. على عبدالله النعيم، مدير معهد المخطوطات العربية بجامعة الدول العربية، لما بذله من جهود نشطة في دعم المؤتمر على كافة المستويات، كما كرم أ.د. محمد ذكي السديمي، العميد السابق لكلية الآداب جامعة طنطا، ورئيس الجمعية الجغرافية المصرية للمشاركة في عقده وتنظيمة وفتحه أبواب الجمعية الجغرافية المصرية ذات التاريخ العريق لاستقبال جلساته.
كما توجه سيادته بالشكر والتقدير إلى أ.د. أسامة طلعت، رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق المصرية، لدعمه الفاعليات والجلسات والمشاركة بمعرض وأوراق بحثية لعدد من منتسبي الدار، ووصل الشكر إلى كافة القائمين على المؤتمر والسادة الحضور من رؤساء للجلسات والباحثين والطلاب.
يذكر أن فعاليات افتتاح المؤتمر شهدت مساهمة لدار الكتب والوثائق المصرية بمعرض عن ورق اللب أقيم على الهامش بهدف التعرف على كيفية إنتاج هذا الورق من مواد طبيعية مثل القطن والكتان، ومراحل تحضيره للترميم، وشرح مسئولوا المعرض أ. هبه يحيى عبداللطيف وأ. إسراء كامل عبدالله، كيف يتم تنظيف الورق وضربه وصباغته وتجهيزه للاستعمال فى الترميم. وشاركوا مع الحضور تجهيزات مركز الترميم والصيانة و الميكروفيلم بدار الكتب و الوثائق القومية.
كما أكد القائمون على المعرض أن الغرض من وجود معمل يهتم بتجهيزات لب الورق للترميم هو توفير المواد والتقنيات اللازمة لترميم المخطوطات والمواد الأثرية الأخرى بطريقة احترافية للباحثين والطلاب لاستخدام المواد المحلية توفيرًا للاستيراد من الخارج.
