العالم يحتفل.. و غزة تنزف: مجازر الاحتلال تتواصل مع بداية العام الجديد
بينما استقبل العالم العام الجديد باحتفالات صاخبة وألعاب نارية أضاءت سماء المدن والشوارع، كانت غزة على موعد مع مأساة أخرى، إذ استهلت العام بمجزرة جديدة أودت بحياة عشرات المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال.
كتبت/ منال سعيد
بينما استقبل العالم العام الجديد باحتفالات صاخبة وألعاب نارية أضاءت سماء المدن والشوارع، كانت غزة على موعد مع مأساة أخرى، إذ استهلت العام بمجزرة جديدة أودت بحياة عشرات المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال.
فقد شهدت منطقة جباليا النزلة في قطاع غزة جريمة مروعة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي، حيث قصف تجمعاً لعوائل نازحة، ما أسفر عن استشهاد 15 شخصاً وإصابة 20 آخرين بجروح متفاوتة، تأتي هذه المجزرة في سياق تصعيد الاحتلال لسياسة الإبادة الجماعية بحق المدنيين المحاصرين في القطاع، حيث لم تسلم حتى المستشفيات والمدارس والمؤسسات الدولية من عدوانه.
مجازر مدارس الفاخورة وتل الزعتر
في 18 نوفمبر الماضي، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مدرستي الفاخورة وتل الزعتر، اللتين كانتا تأويان مئات النازحين الهاربين من القصف، أدى استهداف مدرسة الفاخورة إلى استشهاد نحو 200 شخص، فيما سقط في مدرسة تل الزعتر 50 شهيداً، معظمهم من النساء والأطفال. وأفاد شهود عيان بأن الجثث تناثرت على الطرقات، مما جعل التعرف على الضحايا شبه مستحيل.
مجزرة مستشفى كمال عدوان
في 16 ديسمبر الماضي، استهدفت قوات الاحتلال مستشفى كمال عدوان بشكل مباشر، ما أدى إلى استشهاد عشرات من المرضى والأطباء والمدنيين الذين لجأوا إلى المستشفى هرباً من القصف، لم يكتفِ الاحتلال بالقصف، بل اقتحم المستشفى لاحقاً، واعتقل عدداً من أفراد الطاقم الطبي، وجرف خيام النازحين التي كانت آخر ملاذ لهم.
وخلال الشهر نفسه، فرض الاحتلال حصاراً جديداً على المستشفى، وأجبر مديرها، الدكتور حسام أبو صفية، على تسليم نفسه بعد تهديدات بمزيد من التصعيد، تعرض أبو صفية وطاقمه للتنكيل والضرب، وتم اقتيادهم إلى جهة مجهولة، فيما لا يزال مصيرهم مجهولاً حتى الآن.
جهود دولية تصطدم بتعنت الاحتلال
على الرغم من الجهود المصرية والقطرية لوقف إطلاق النار، يواصل الاحتلال الإسرائيلي المماطلة ووضع شروط جديدة تعرقل الوصول إلى اتفاق، ما يمنحه ذريعة لمواصلة عدوانه وارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين في غزة.
غزة تبدأ عامها الجديد وسط جراحها النازفة، بينما العالم يحتفل في مشهد يعكس ازدواجية الواقع والإنسانية.