الصدق هو سر بقاء ” أم كلثوم” في القلوب رغم مرور خمسين عاماً علي رحيلها
الصدق هو سر بقاء " أم كلثوم" في القلوب رغم مرور خمسين عاماً علي رحيلها
كتبت/ سحر عبد الفتاح
علي الرغم من مرور خمسين عاماً علي رحيل سيدة الشرق أم كلثوم، إلا إنها لازالت تحتل مكانة كبيرة في قلوب المصريين، وهي حتي الآن مصدر إلهام كبير لكبار الفنانين والرسامين حيث تحتل صورها معارض كبار الفنانيين مثل البهجوري وغيره من قامات الفن التشكيلي ، وتحتل أم كلثوم حتي الآن مكانة عظيمة لدي الدول العربية ودول الغرب فهم يعرفون جيدا قيمة أم كلثوم الفنية الرفيعة ..
منحتها الحكومة العراقية وسام الرافدين في عام ١٩٤٦ وهو أعلى وسام يمنح في العراق، في عصر النظام الملكي، وفي عام ١٩٥٥ حصلت علي وسام النهضة من ملك الأردن، ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس هاشم الأتاسي، ومنحها رئيس تونس بورقيبة وسام الجمهورية ١٩٦٨، وكرمها
الوزراء اللبناني رشيد كرامي.في عام ١٩٥٩ بوسام الأرز برتبة كوماندوز ..
لقبت السيدة أم كلثوم بالعديد من الألقاب منها قيثارة الشرق،
الجامعة العربية، الست، سيدة الغناء العربي، شمس الأصيل، صاحبة العصمة، كوكب الشرق، فنانة الشعب..
ولدت المطربة أم كلثوم في ٣١ ديسمبر عام ١٨٩٨ ورحلت في ٣ فبراير عام ١٩٧٥، بدأت أم كلثوم تشارك في الحفلات، ولحن لها الشيخ أبو العلا محمد أغنية “الصب تفضحه عيونه” من كلمات أحمد رامي، ثم تعرف عليها الموسيقار محمد القصبجي ١٩٢٤ وبدأ في إعدادها فنيا، واختار لها أول “تخت” موسيقي بدلا من بطانتها من المعممين، ثم خلعت “العباءة والعقال”، وارتدت الملابس العادية.
بدأت شهرتها تتسع في ١٩٢٨ بعد أن حقق مونولوج “إن كنت أسامح وأنسى الأسية” لاقت اغنيتها “على بلد المحبوب وديني”- في عام ١٩٣٥ من الحان رياض السنباطي، ومن هنا كانت القفزة الفنية الكبيرة التي حدثت في حياة أم كلثوم الفنية ، غنت أم كلثوم قرابة ٣٢٠ أغنية من ألحان وكلمات مشاهير الملحنين والمؤلفين، كانت السيدة أم كلثوم تجيد الغناء باللغة العربية الفصحى فأجادت الغناء في المدح النبوي وإلقاء الشعر القديم والقصائد الشعرية الطويلة مثل : “نهج البردة”، “سلوا قلبي”، “ولد الهدى”، “أراك عصي الدمع”، “رباعيات الخيام”. كما نجحت في الغناء العاطفي، ومنه أغاني: “أنت عمري”، “الأطلال”، “الحب كله”، “أروح لمين”، “أغداً ألقاك”، وكان من المشهور عن حفلات ام كلثوم انها كانت تكون كاملة العدد ، ويأتي لها مريديها من داخل مصر وخارجها ..
شاركت أم كلثوم بالتمثيل والغناء في ستة أفلام وهم: “وداد”، “نشيد الأمل”، “دنانير”، “عايدة”، “سلامة”، “فاطمة”.
كان لأم كلثوم دور وطني عقب نكسة عام ١٩٦٧ فكانت من أوائل المطربين الذين أقاموا الكثير من الحفلات داخل مصر وخارجها للتبرع بأرباحها إلى المجهود الحربي، ومن أغانيها وقتها “أصبح عندي الآن بندقية” و “حبيب الشعب” لعبد الناصر بعد تنحيه وعودته ثانيا.
رحل الزعيم جمال عبدالناصر في سبتمبر عام ١٩٧٠ كانت وقتها أم كلثوم في روسيا في أحد حفلاتها ، عادت وقتها الي مصر عندما علمت بخبر وفاته وغنّت “رسالة إلى الزعيم” من تأليف نزار قباني وألحان رياض السنباطي عام رثاء في عبد الناصر بعد وفاته لكنها رفضت إذاعتها في اللحظات الأخيرة ظنا منها إنها ستكون “تشويشا” على الرئيس الجديد انور السادات الذي كانت صديقة مقربة له بعد توليه الحكم..