الشمال لا يزال ينزف والخطة تُنفذ بصمت
كتبت: منال سعيد
تستمر العملية العسكرية التي يشنها جيش الاحتلال في مخيم جباليا لليوم العاشر على التوالي، وسط ارتكاب مجازر مروعة بحق المدنيين المحاصرين هناك، الذين يصل عددهم إلى عشرات الآلاف. المناطق المحيطة بالمخيم، مثل بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون، تعاني من انقطاع تام في الإمدادات الغذائية والمياه الصالحة للشرب لليوم التاسع على التوالي.
حصار خانق وتجويع مستمر
مدينة غزة والمناطق الشمالية من القطاع تعيش تحت حصار مطبق منذ عدة أيام، وسط مجاعة تتفاقم مع مرور الوقت في ظل صمت دولي غير مبالٍ، مما يفاقم المعاناة الإنسانية الناجمة عن جرائم الاحتلال من قتل وتهجير وتجويع وتعطيش، في حرب لا تترك مجالًا للنجاة.
تطبيق خطة آيلاند بصمت
على الرغم من نفي الحكومة الإسرائيلية لتنفيذ خطة “آيلاند”، فإن ما يحدث على أرض الواقع يعكس خطواتها بشكل واضح. بدءًا من حصار المناطق الشمالية، مرورًا بتهجير السكان، وانتهاءً بتجويعهم ومنع وصول الإمدادات الإنسانية.
خطة الجنرالات: استسلام حماس والتداعيات المحتملة
أفاد معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي بأن خطة الجنرالات تهدف إلى فرض استسلام حماس في شمال القطاع بعد إجلاء السكان وفرض حصار على المتبقين. وإذا نجحت، يمكن تنفيذ خطة مماثلة في مناطق أخرى من القطاع، مثل رفح ومخيمات الوسط. إلا أنه لا توجد ضمانات لاستسلام مقاتلي حماس نتيجة التجويع.
الخطة لم تتطرق إلى احتمال بقاء بعض السكان في الشمال، حيث قد يرفض البعض الانتقال إلى الجنوب الذي يفتقر إلى ظروف معيشية ملائمة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء. كذلك، لا تقدم الخطة حلاً شاملاً للوضع، حيث يمكن لحماس إعادة بناء قدراتها، تجنيد مقاتلين جدد، والسيطرة على توزيع الغذاء.
تبادل الأسرى والعواقب المحتملة
رغم الادعاء بأن منع الإمدادات الغذائية والمياه والوقود قد ساهم في إبرام صفقة تبادل أسرى في نوفمبر 2023، إلا أنه لا يوجد دليل قاطع على أن هذه السياسات هي العامل الرئيسي. الدافع الأساسي للتبادل كان صعوبة استمرار نقل وإخفاء الأسرى. هذه السياسة قد تشكل خطراً على الأسرى أنفسهم، الذين قد يكونون أول من يُحرم من الطعام والماء.
استمرار المجازر في الشمال والجنوب
رغم التحذيرات الأمريكية بأن تنفيذ خطة الجنرالات سيخلق فجوة بين الحكومة الإسرائيلية والرئيس بايدن، تواصل إسرائيل تنفيذ عمليتها بصمت. المجازر مستمرة، والإمدادات الإنسانية من طعام وأدوية ممنوعة من دخول القطاع، ما يعمق الأزمة الإنسانية.
الوضع الإنساني في شمال غزة
أفاد المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، بأن أكثر من 400,000 شخص ما زالوا محاصرين في شمال القطاع، وأن النظام الصحي هناك يوشك على الانهيار. كما انقطعت الاتصالات مع الفرق الإنسانية في الشمال. مخيم جباليا يتعرض لأعنف الهجمات، مما أجبر نحو 50,000 شخص على النزوح. توقفت كافة الخدمات الأساسية والصحية منذ إغلاق نقطتي العبور إلى شمال غزة في 30 سبتمبر الماضي.
المدنيون في الشمال لم يعد لديهم خيار سوى النزوح أو مواجهة المعاناة والجوع.