الشاعر أحمد فؤاد نجم: الطائر الذي أحتفظ بالحرية رغم القيود والمعتقلات
كتبت: سحر عبد الفتاح
قضي سنوات عديدة من عمره خلف الأسوار وفي غياهب السجون والمعتقلات، كان دائما معارضاً مهاجماً، لكن من أجل حبيبته “مصر البهية”، من أجل تكون في أبهي حلة ، السجون والأسوار لم تفتت أبدا من عزمه وإرادته، كان يكتب وينظم الأشعار في المعتقل، ولم يسلبه القيد حريته، صدر له أول ديوان في السجن بعنوان “من الحياة والسجن”، التقي بعد ذلك بالشيخ إمام ليتعاونوا معا ويلحن له أول قصيدة بعنوان “أنا أتوب عن حبك” وكان نجم وإمام من أشهر الثنائيات الفنية ، فعملوا كثيراً معا وذاعت شهرتهم خاصة في أعقاب نكسة ٦٧، أمر الرئيس عبد الناصر باعتقالهما بتهمة التمرد، ولم يفرج عنهما إلا بعد تولي الرئيس السادات الحكم بسنوات، ولم يلبث حتي أصدر السادات أمرا باعتقالهما مرة أخرى بتهمة تحريض شباب الجامعات وبسبب قصيدة “نيكسون بابا” ، كان نجم والشيخ إمام أعتادوا علي عمل الندوات الشعرية والأدبية في مسرح فلسطين في جامعة عين شمس ، حيث كانت تنطلق المظاهرات من هذا المسرح ليجمع باقي كليات جامعه عين شمس ويلتقون بمظاهرات في جامعة القاهرة ..
قال نجم في أحد حواراته أن دول العالم الثالث لا يوجد فيها أمان وأن داخل السجن مثل خارج السجن، بل انه داخل الزنزانة كان يستشعر الأمان أكثر من خارج السجن، لأن طالما غلق باب الزنزانة عليه، فهو لن يفتح إلا بإذن النائب العام.. كان يتحدث من منطق الساخر المتمرد القوي، عاش طفولة صعبة توفي والده وهو في السادسة من عمره، وترك التعليم وعمل في الحقول، والحقت اسرته به عام ١٩٣٦ الي ملجأ الزقازيق وقضي فيه ثماني أعوام وخرج منه عام ١٩٤٨، عمل بائع متجول للجرائد، وعمل ترزي ، وعمل في وزارة المواصلات لمدة تسعة أعوام ، وعمل موزع بريد، ومكوجي، ولاعب كرة، وعامل إنشاءات وبناء، علم نفسه القراءة والكتابة، واشترك مع الآلاف المظاهرات التي اجتاحت مصر عام 1946..
ولد الشاعر أحمد فؤاد نجم في ٢٢ من مايو ١٩٢٩ ورحل عن عالمنا في ٣ من ديسمبر عام ٢٠١٣ في قرية كفر أبو نجم في مدينة ابو حماد محافظة الشرقية ..
الشاعر أحمد فؤاد نجم واحداً من أهم شعراء العامية وله العديد من الأعمال المهمة منها “مصر يا مه يا بهية، جيفارا، دولا مين ، حاحا النطاحة، أهيم شوقاً ، استغماية، البتاع، بابلو نيرودا، تذكرة مسجون، شقع بقع، الندالة، أبجد هوز “سايجون”، شيد قصورك، البشاير، هوشي منه، جيفارا مات، كلب الست، يا عرب، دور يا كلام، حلاويلا، القلعة”
لقب نجم بالعديد من الألقاب مثل “الفاجومي ، نجم نجوم الصعاليك، شاعر البندقية” .. تحمل الشدائد وعاش فقيراً لا يسعي الي مال أو سلطة لكنه كان يقول انه استطاع أن يحقق ما كان يتمني ، ووصل الي المصريين واستطاع ان يعبر لهم عن حبه، وكان يري أنه غني بحب الناس له..