أخبار

إن فضل الله كبير 

جريدة مصر الساعة

إن فضل الله كبير

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الجمعة الموافق 6 سبتمبر 2024

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد، إن الصدق مطلب أساس في حياة المؤمن، وهو رأس الفضائل، وعنوان الصلاح والفضل، وقد أثنى الله تعالى على من لزمه فصار له خُلقا، وبالصدق يتميز أهل النفاق من أهل الإيمان، وسكان الجنان من أهل النيران وهو سيف الله في أرضه الذي ما وضع على شيء إلا قطعه، ولا واجه باطلا إلا أرداه وصرعه، ومن اعتمده سما قدره وعلت مكانته، ومن نطق به علت على الخصوم كلمته وظهرت حجته، فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال.

 

“أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفة في طعمة ” رواه أحمد، وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه الصدق أمانة، والكذب خيانة، ولما كان حمل النفس على الصدق في جميع أمورها شاقا عليها، ولا يمكن لعبد أن يأتي به على وجهه إلا بعون الله وتوفيقه، أمر الله نبيه أن يسأله الصدق في المخرج والمدخل، فإن فضل الله كبير فهو سبحانه وتعالي القائل “لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون” فلنبحث عن طرقه ومواطنه وإن من أجل مواطنه الإنفاق على الأهل والأقارب بنية القربة إلى الله تعالى، وهل يخلو يوم لا ننفق فيه على أزواجنا وأولادنا ؟ غير أن الأمر يحتاج إلى إحتساب وطلب أجر من رب العالمين، فإن كتب الله لك البركة في رزقك فلا تبخل على نفسك وإخوانك في بلدك وخارجه من نفقة مباركة قليلة أو كثيرة.

 

ولنذهب معا إلى إحدى جهات الخير لنشاهد هذا المنظر السخي وهو صبي في ليلة العيد يقدم للموظف المسؤول عن جمع التبرعات مبلغا من المال كبير وعمره لا يتجاوز العاشرة، فسأله متعجبا منه من أين لك هذا المبلغ وماذا تريد أن نصنع به؟ فأجاب إنه مبلغ أعطاني إياه والدي لأشتري به كسوة العيد، وإني أريد أن يشتري به أحد أيتام المسلمين ثيابا له في العيد جديدة، أما أنا فتكفيني هذه الثياب التي أرتديها، ألا سقى الله هذا البيت الذي ترعرعت فيه ونشأت بين أكنافه يا بني وجعلك له قرة عين في الدنيا والآخرة، فيا أخي الكريم كن واحدا ممن ينفق الله تعالي عليهم، فإنه سبحانه يقول في الحديث القدسي “أنفق يا ابن آدم يُنْفق عليك” متفق عليه، ويا أخي الحبيب كن على يقين من أن ما أنفقته باق ولم يفني، وإنما الفناء لما أمسكنا، فأنت للمال إذا أمسكته.

 

فإذا أنفقته فالمال لك، ويقول تاجرا كبيرا من الأغنياء ما أنفقت شيئا في سبيل الله تعالي إلا رأيت زيادته عيانا من بركة الصدقة وفضلها، فالإنفاق خلق جميل ويتضاعف جماله إذا كان على حال من الحاجة أو العوز، فيلتقي الكرم فيه والإيثار، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني مجهود، أي بي سوء عيش وجوع، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى بعض نسائه فقالت والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء، ثم أرسل إلى أخرى، فقالت مثل ذلك، حتى قلن كلهن ذلك، لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم من يضيّف هذا الليلة ؟ فقال رجل من الأنصار أنا يا رسول الله، فإنطلق به إلى رحله.

 

فقال لامرأته أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي رواية قال لامرأته هل عندك شيء ؟ قالت لا، إلا قوت صبياني، قال فعلليهم بشيء وإذا أرادوا العشاء فنوميهم وإذا دخل ضيفنا، فأطفئي السراج، وأريه أنا نأكل فقعدوا وأكل الضيف وباتا طاويين فلمّا أصبح غدا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ” لقد عجب الله من صنيعكما بضيفيكما الليلة” متفق عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى