منوعات

أكبر الأعمال الطيبة 

جريدة مصر الساعة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : السبت الموافق 7 سبتمبر 2024

الحمد لله ذي الجلال والإكرام حي لا يموت قيوم لا ينام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الحليم العظيم الملك العلام، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله سيد الأنام والداعي إلى دار السلام صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان، ثم أما بعد، إن نعمة حلاوة الإيمان ولذة الطاعة والإحسان، نعمة لا يدركها ولا يعرف قيمتها إلا من ذاقها وأحس بها وعاش معها ولذة لا يستشعر أثرها إلا من تذوق طعمها وأنس بوجودها، وحلاوة الإيمان تسري سريان الماء في العود، وتجري جريان الدماء في العروق فيأنس بها القلب وتطمئن بها النفس فلا يحس معها المرء بأرق ولا قلق ولا ضيق، لذا حينما جاء خباب بن الأرت رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو ظلم قريش للمستضعفين من المسلمين.

قال له في إيمان الواثق بربه الذي ذاق حلاوة الإيمان به والثقة بما عنده من عزة ونصر، بأن يصبر علي الأذي فإن النصر قادم إن شاء الله، لذا فقد وجدنا بلال بن رباح رضي الله عنه يطبق حلاوة الإيمان تطبيقا عمليا حينما كان يعذ ب من قبل قريش بعد إعلان كلمة التوحيد وكان يعذ ب في رمضاء مكة حيث إنه سئل كيف صبرت يا بلال؟ قال مزجت حلاوة الإيمان بمرارة العذاب فطغت حلاوة الإيمان على مرارة العذاب فصبرت، فإن المخلص لله ذاق من حلاوة عبوديته لله ما يمنعه من عبوديته لغيره، إذ ليس في القلب السليم أحلى ولا أطيب ولا ألذ ولا أسر ولا أنعم من حلاوة الإيمان المتضمن عبوديته لله ومحبته له وإخلاص الدين له، وذلك يقتضي انجذاب القلب إلى الله فيصير القلب منيباإلى الله خائفا منه راغبا راهبا.

وإن من أكبر الأعمال الطيبة هو أن تجهز غازيا أو تخلفه في أهله، حيث يقول النبي المصطغي صلى الله عليه وسلم ” من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازيا في سبيل الله بخير فقد غزا ” رواه البخاري، فإنك تكسب بهذا المعروف أجر المجاهد وأنت بين أهليك وذويك فقط لترد على أهل هذا المجاهد في سبيل الله أبوة والدهم وعطفه عليهم وتقوم على حاجتهم، وكما أن من أكبر الأعمال الطيبة هو إماطة الأذى عن الطريق، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم “وتميط الأذى عن الطريق صدقة” متفق عليه، وإن هذا العمل ليس في الأصل موجه لعمال النظافة أعانهم الله تعالي وإنما هو من أعمالنا نحن وما إحتجنا إليهم إلا لتقصيرنا في هذا المعروف الذي وإن إستحقر بعض الناس فعله وترفعوا عن القيام به إلا أن له عند الله منزلة عظيمة وجائزة ثمينة.

فاستمع لهذا الحديث الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم ” مر رجل بغصن شجرة علي ظهر طريق فال والله لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم فأدخل الجنة” أي أن الله عز وجل أدخل هذا الرجل الجنة، رواه مسلم، فغصن شجرة ترفعه عن الطريق جزاؤك فيه جنة عرضها السموات والأرض، فإنها حدائق المعروف ورب كريم رؤوف، وكما أن من أكبر الأعمال الطيبة هو الكلمة الطيبة فيا أخي الحبيب إذا لم تستطع أن تمد يدك بكريم النفقات وإستعظمت أن تبذل من وقتك أو جاهك أو قوتك في عون المسلمين أو لم تستطع ذلك لأي حال فلا أقل من تبذل لأخيك الكلمة الطيبة وإنها لعظيمة، ترضي بها ربك وتؤنس بها أخاك وتنال بذلك الأجر الوفير فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ” والكلمة الطيبة صدقة “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى