منوعات

أحمد عمار الشطوري يكتب: الناس الشيك

كثيرون يظنون أن الشياكة تُقاس فقط بالمظهر الخارجي أو بقطع الملابس الأنيقة، لكن الحقيقة أن الشياكة الحقيقية أعمق من ذلك بكثير. فالشياكة في الطبع والسلوك هي الأصل، وهي ما يترك الأثر الحقيقي في النفوس.

الشخص “الشيك” ليس فقط من يرتدي ما يلفت الأنظار، بل هو من يُجيد التعامل مع الآخرين برقي، ويعرف متى يتحدث ومتى يصمت. هو من يعتذر بابتسامة، ويعاتب بنظرة، ويُسامح برحابة صدر.

الشياكة الحقيقية تظهر في تفاصيل صغيرة:

أن يكون الإنسان شيك في كلماته، فلا يجرح ولا يُهين.

شيك في حزنه وخصامه، فلا يُبالغ ولا يتجاوز حدوده.

شيك حتى في لحظة المغادرة، فيترك أثراً جميلاً بدل الجراح.

شيك في حبه واهتمامه وتقديره، فلا يخلط بين الزعل والواجب.

الناس “الشيك” هم الذين يعرفون أن الكلمة لها وزن، وأن لكل مقام مقال. قد يملكون القدرة على الانتقام، لكنهم يفضلون الصمت. قد يستطيعون المنع، لكن كرمهم يمنعهم. هم أشخاص لا يجرحون بسهولة، وإن جُرحوا يترفعون عن الرد.

إنهم الذين يحبوننا في كل أحوالنا، يتقبلون ضحكتنا وصوتنا العالي وقت الانفعال، ويذكروننا دائمًا بأن نحافظ على أنفسنا.

هؤلاء هم حقًا “الناس الشيك”..
الناس الذين يملكون أناقة الروح قبل أناقة الملبس.. الناس الذين يأسرون القلوب قلبًا وقالبًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى