منوعات

أحمد عمار الشطوري يكتب: المصارحة لغة القلوب النقية

المحبة لا تُحفظ بالصمت، والود لا يستمر بالكتمان، فالمصارحة هي اللغة الأصدق بين القلوب النقية. كلمة صريحة مثل: “أنا زعلان منك علشان كذا”، قد تبدو بسيطة لكنها تحفظ المودة وتُبقي جسور التواصل قائمة.

الصراحة بين الأحبة ليست قسوة، بل هي طوق نجاة يحمي العلاقات من الجفاء. فحين نتجاهل ما يزعجنا ونتركه يتراكم، يتحول بمرور الوقت إلى جدار صامت يحجب النور ويغيّر ملامح القلوب، حتى لا تعود كما كانت أبداً.

الصمت الطويل لا يحمي العلاقات كما يظن البعض، بل يزرع البُعد ويغرس الظنون. بينما الكلمة الصادقة تُشبه تهوية البيت، تمنع الغبار من التراكم في الزوايا الخفية. كلمة صريحة اليوم قد تحفظ مودة سنين، ونقاش هادئ الآن قد يمنع قطيعة طويلة غداً.

وليس الأمر عاطفياً فقط، فالكتمان المستمر يترك أثره على الصحة النفسية والجسدية، حيث يتحول الحزن المكتوم إلى عبء ينهك الروح والجسد معاً.

لذلك، صارحوا أحبّتكم بلطف، أخبروهم بما يضايقكم قبل أن يتسع الفارق بينكم. فجرح الصراحة يلتئم سريعاً، أما جرح الكتمان فيتعمق حتى يقطع الحبال بين الأرواح.

المحبة مثل الماء الجاري، إن توقفت ركدت. فلا تجعلوا الصمت حاجزاً بينكم وبين من تحبون.
صارحوا بلطف.. كي تبقى القلوب كما عرفناها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى